الخميس، 8 ديسمبر 2011

خاطرة حول قصة طالوت ..



إسقاط .. 

مرحلة : وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً (يقودكم في جهادكم ضد أعداء دين الله) ، قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال (فليست له خبرة بالملك لأنه من سِبط لم يخرج منه ملوك من قبل ونحن من سبط الملوك) ، قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم (فجمع مقومات الملك وإن لم يمارسه من قبل واستقى الخبرة من التعلم من الآخرين مثل آحادكم من أبناء الملوك فكلكم لم يحكم من قبل وليس بمجرد انتسابكم إلى سبط الملوك فقد ورثتم خبرتهم) ، والله يؤتي ملكه من يشاء (فلله حكمة بالغة لا تدركها عقولكم في اختيار قادة الأمم) ، والله واسع عليم (يحيط ببواطن 
الناس ويعلم من يصلح منهم لكل مرحلة) .. فنجح أناس ، ورسب الأكثرون ..


 مرحلة أخرى : فلما فصل طالوت (قائد التمكين) بالجنود (من المؤمنين المجاهدين!) قال إن الله مبتليكم بنهر (متاع الدنيا ورياستها) ، فمن شرب منه (انكب عليها وعمل لها) فليس مني (لمخالفته ما أٌمر به من ترك التنافس عليها) ، ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده (مما لابد منه لإقامة الدين) ، فشربوا منه (تنافسوا فيها مُغفلين ما أُمروا به) إلا قليلاً منهم (ممن ثبتوا على أمر الدين الذي نشأوا وتربوا عليه دون أن تفسد الدنيا قلوبهم بالتنافس على رياستها من قبل) ، فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه (من الصفوة الذين ثبتوا عند هذا الابتلاء فوجدوا أنفسهم قلة قليلة جداً بعد أن تمت تصفيتهم في امتحان بعد آخر) قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله (فلا تضرهم قلتهم مادام الله قد أذن لهم بالنصر) والله مع الصابرين

 مرحلة أخرى : ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (فكانوا أهل إيمان ويقين تربوا عليه وحصل لهم من الإيمان وألوان العبادة ما ثبت قلوبهم عند هذا اللقاء غير المتكافئ بمقاييس الدنيا) ، فهزموهم بإذن الله (لا بخبرة قائدهم العملية ولا التاريخية ولا لأنه كان من سبط الملوك ولا لأن هؤلاء القلة كانوا قد أعدوا انفسهم إعداداً خاصاً تدربوا عليه سنين طويلة وإنما بإذن الله فقط لما أرضوه بإيمانهم إعتقاداً وقولاً وعملاً فأرضاهم بالنصر) .. وفي النهاية : ولكن الله ذو فضل على العالمين

((منقول))